المسؤولية مشتركة / تدوينة : بداه محمد عبد الرحمن

عز في نفسي أن تكون الأمور بتلك الصورة والطريقة في بلدي وأن يكون نهائي الكأس عبارة عن مهزلة كروية بصراحة. لكي أكون واقعيا ومنصفا فإن المسؤولية مشتركة بين الجميع بدئا بالاتحادية مرورا بتفرغ زينه . الاتحادية أخطأت في عدم تفعيل لجنة الانضباط أو العقوبات والتي من المفترض أن تبت في القضية . تفرغ زينه خرج من الباب الصغير بانسحابه في آخر لحظة من لعب النهائي دون إبلاغ رسمي بذلك متجاهلا جماهيره قبل كل شيء وسمعته حقيقة . الانسحاب أتوقف عنده، لأنه ثقافة عربية راسخة في جل أنديتنا العربية، فلا يخلو عام إلا والزمالك قرر الإنسحاب من الدوري المصري أو الاهلي قرر مقاطعة كل البطولات؛ وليس حال جارة مصر بأحسن منها ،لأن الهلال السوداني والمريخ معا قاطعا كل على حدى مرة الكأس ومرة الدوري . وحتى لو رجعنا للوراء نجد الكويت في مونديال اسبانيا 82 بعد هدف فرنسا الرابع إن لم تخني الذاكرة احتجت على الحكم حينها بقوة ،وتدخل رئيس بعثتها وأمر الاعبين بمغادرة الملعب احتجاجا على ذلك الهدف ،وفعلا خرجوا من الملعب قبل أن يعود الحكم ويلغي الهدف، ليعود الاعبون لإكمال المباراة في ظل دهشة الجميع وأولهم بلاتيني وتيغانا . لذلك عقلية الانسحاب والهروب من مواجهة الواقع مستشرية فينا. مع ذلك تفاجئت من أغلب الذين من المفترض أنهم أهل الاختصاص سواء مدونين او إداريين أو متابعين وحتى صحفيون وأعني رياضيين ومشجعين من خلال تتبعي لصفحاتهم ومواقعهم أنهم لا يفقهون القوانين الرياضية . لأن اغلبهم لكي لا أعمم ذكر بأن انسحاب تفرغ زينه يعني معاقبته بالهبوط إلى الدرجة الثانية ؛وهذا خطأ لأن بطولة الكأس تختلف عن الدوري، لأنه من المفروض معاقبة الفريق الذي ينسحب بتغريمه وقد يتم منعه من المشاركة في النسخة القادمة من الكأس أو نسختين حسب قرار لجنة العقوبات. فيما يخص الأندية فإن القوانين المعمول بها بحاجة للمراجعة وقد ذكرتها مرارا وتكرارا وعلى الاتحادية العمل بمهنية أكبر واحترافية وتفعيل للقوانين دون شخصنتها . المشكلة أن الأندية عندنا إن صح تسميتها بها قانونيا لأنها أندية أفراد ولاتوجد لديها أنظمة تحكمها والاتحادية مثلها وليست بأفضل منها صراحة. الاستثناء الوحيد افسي انواذيبو لأنه النادي الذي يمكن أن نطلق عليه إسم نادي اداريا وتنظيميا ،لكن ذلك لايخوله الخروج على القوانين والتي هي في حد ذاتها بحاجة للتفعيل وليست بحاجة لتجاهلها وخرقها . مسألة أن ولد لكور من افسي انواذيبو _من المعروف أن أي رئيس اتحادية من الطبيعي _أنه كان يترأس ناديا في بلده. هذا عادي عالميا لأنهم يريدون تطوير كرتهم وعقليتهم إحترافية ،ولكن هل ذلك ينطبق علينا أيضا! ذلك هو ما نتمناه مع أن الملاحظات قليلة بذلك الشأن . اختم بأن الأندية الإفريقية متطورة جدا من الناحية الإدارية مماجعلها تتطور كثيرا مثل الجارتين _مالي _والسنغال وهما مثال يحتذى به ؛ومن الأندية العربية علينا أخذ تجربة الأندية التونسية لأنها رائدة قانونيا وتسويقيا وليس الإحتراف عائقا، قد تكون هاوي ولكن بعقلية احترافية وتنظيمية ،أما أن تكون هاوي وكرتك هاوية وانديتك هاوية فتوقع أي تصرف من ذلك القبيل رغم أن الاحتراف عقلية قبل أن يكون واقعا، فهل سنرى تلك العقلية مستقبلا في اتحاديتنا أولا ،واندينتا ثانيا ،ومشجعينا ثالثا والقائمة تطول لايسع الوقت لذكرها كاملا ؟ في مثل هذه الازمات لابد من جعل القانون فوق الجميع واعطاء الحق لاصحابه وذلك لايفسد للود قضية وصياما مقبولا للجميع .