تعتبر المباراة الختامية لكأس رئيس الجمهورية حدثا كبيرا في جميع البلدان وخاصة في بلدنا، حيث الاهتمام الذي تحظي به كرة القدم لدي رئيس الجمهورية والذي ظل حاضرا في أكثر من مناسبة.
تلك العناية التي جعلت الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، تولي اهتماما تاما لتحضير ذلك اللقاء النهائي،الذي يجمع فريقين من أفضل الأندية في بلدنا على مدى السنين العشرة الأخيرة : تفرغ زينة و ا ف س نواذيبو.
إنها لوحة جميلة لتتويج موسم رائع، بعد عودة المرابطون منتصرين في مباراتهم ضد بوتسوانا، في إطار الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكاس إفريقيا للأمم “الكان 2019”.
كل شيء كان ينبئ بحفل جميل لكرة القدم.
ووعيا منهم لأهمية ذلك اللقاء الختامي التقليدي، فكر مسئولو الاتحادية أولا، في مكان بديل لإجراء المباراة بسبب بدء أشغال الترميم في المركب الأولمبي.
وهكذا بذلت كل الجهود المادية والبشرية لتهيئة ملعب المرحوم شيخا، الذي لم يكن جاهزا لمثل هذا الحدث، الذي يجب قبل كل شيء أن يجري ليلا بسبب شهر رمضان المبارك.
مما دفع الاتحادية الى القيام بمصاريف هائلة للإضاءة التي شملت من بين أمور أخري ممرات الملعب، غرف خلع الملابس، الخ
وكان الهدف هو جعل الملعب ملفتا للانتباه، لضمان نجاح اللقاء في أجواء احتفالية و بهيجة للمعجبين الكثيرين لكرة القدم واللذين انتظروا ذلك اللقاء بفارغ الصبر.
إلا انه ومع الأسف الشديد، في الوقت الذي واصل فيه الفريقان تدريباتهم، تم تدبير ، خطة مكيافيلية لإفشال ذلك اللقاء الختامي مع سبق إصرار للنيل من سمعة رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، التي تجاوزت نزاهته و عمله حدودنا.
فعلا الحقائق مقدسة و هي التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
و بينما كان يتزاحم أنصار الفرقين على الملعب، الذي بعث كثيرا من الارتياح والسرور بفضل إضاءته في تلك الليلة التي تميزت بانقطاع متكرر للكهرباء، فاجأ فريق تفرغ زينة الجميع، برفضه الحضور في الوقت الذي كان فريق إف سي نواذيبو متواجدا في الزمن المحدد، بحضور مسئولي كل الفريقين، خلال الاجتماع الفني المنعقد ساعات قليلة قبل ذلك.
أن فريق تفرغ زينة رفض لعب المباراة النهائية لكأس رئيس الجمهورية يوم الأحد 18 يونيو، 2017، في الوقت الذي كان يعلم أنه من المقرر أن يترأسها الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين.
والشيء الغريب في هذا الأمر، كون مسئولي النادي، لم يبدوا أي إشارة، مكتوبة أو شفهية، عن نية الإنسحاب عن هذه النهائيات، والتي احترمت كل مسارها المطلوب والمعمول به في هذا النوع من الحالات.
ما الذي جري للسيدة عمدة تفرغ زينة، رئيسة ذلك النادي الرائد في العاصمة، والذي يتغذى، خلافا للأندية الأخرى، علي حساب دافعي الضرائب والذي كان لازما أن يتحلى ببعض الانضباط…
ما الذي يفسر “التراجع” في الدقيقة الأخيرة لهذا النادي، في الوقت الذي لا شيء ينبئ بهذا التصرف، منذ معرفة المتأهلين.
لماذا لم يرسل مسئولي تفرغ زينة أي شكوى، يطالبون فيها التأجيل أو أي شيء آخر. أمر غريب.
فلا يعدو التصرف كونه غير مفهوم بالنسبة لنادي تمثله امرأة سياسية معروفة وعادة ما يحترم الدولة وثاني مسئول كبير وأول نائب، يصف رئيس للاتحادية الموريتانية ب “المفخرة الوطنية”. ”
ما الذي تغير في هذه الأثناء؟ فاز الوئام بلقب البطولة على ارض الملعب وهزم ا ف سي نواذيبو الحرس.
يبدو أن هذين الحدثين، دفعا مسئولي تفرغ زينة ألي القيام بذلك الاستفزاز غير اللائق اتجاه الشعب الموريتاني بأسره، الذي كان يريد “مباراته النهائية”.
ربما هناك شيء آخر له علاقة بالغيرة والطمع، لأنه أصبح اليوم، حمل اللقب، وسيلة لتدفق المال الكثير (كأس العرب)، بفضل العمل الذي قام به طاقم أحمد ولد يحيى و الذي منح لبلادنا التقدم.
إلا انه في هذه المرة ، قام فريق الوئام بالعمل ليستحق الامتيازات.
يبدو ان السيدة العمدة، تواجه صعوبة في إدارة فريقها واعتمدت على مغامرة للخروج من هذا المأزق.
مغامرة يائسة لأنه في هذا اليوم، الأحد، 18 يونيو 2017، تفاقمت الوضعية بسبب رفض فريقها، لعب المباراة النهائية لكأس رئيس الجمهورية.
وأسوأ من ذلك، لقد أظهرت عدم اهتمامها بالحكومة الموريتانية برمتها، التي حشدت لحضور هذا الحفل.
كما قال احدهم، ما حدث أمر جريء لمن يتمتع بكافة الامتيازات. هذا أقل ما يمكن ذكره، إذا لامسنا الأسف الشديد الذي أبداه ذلك الكم الهائل من الأنصار، بسبب غياب لاعبيهم المفضلين في جو دأبت الاتحادية الموريتانية علي توفيره لهم، يمتاز ب”التنظيم الجيد و اللعب النظيف والعرض الرائع”.
فإذا كانت العمدة ورفاقها يريدون إفشال المباراة الختامية لكأس رئيس الجمهورية، فقد وفقوا في ذلك وبالتالي، فقد ابدوا عدم الاحترام لكل السلطات التي قدمت إلى الملعب.
فقط من ناحية أخرى، فقد أظهروا الاحترام العديم الذي يولونه للرياضيين وفي مقدمتهم لاعبيهم وكذلك لقادة البلاد، الذين لم يولوا لهم اية عناية.
اما في ما يخص الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، التي أرادوا طعنها، فانها ستستمر في المضي قدما لأن “الكرات والنظارات” موجودة في نهاية كل شارع ولان احمد ولد يحي امسك بالطرف الصواب.
واقع يدركه و يعيشه اليوم المواطن العادي الذي يسير بفخر، مرتديا قمصان المرابطين و كذلك السلطات العليا في البلاد.
ترجمة: موقع الحرية نت
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|