الملعب - خاص
سقط عيسى حياته... من؟ هذا التساؤل الأخير طرحه الكثيرون سواء من المتخصصين أو حتى "دهماء" المتابعين للشأن الرياضي وصراعاته، عند إخبارهم بالفشل الذريع للسبعيني الكاميروني أمام المرشح الملغاشي "أحمد أحمد"، في إنتخابات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم.
مفاجأة سقوط آخر رجال "الفوتبول" الأقوياء كانت مزدوجة، المفاجأة الأولى ذكرناها آنفا وهي الخسارة من حيث المبدأ.
أما المفاجأة الثانية فهو الفارق بين المرشحين، والذي وصل لأربعة عشر صوتا.
حياته لم يترك لنفسه صديقا من السويسري "جياني إنفانتينو" الذي يحسبه على سلفه ومواطنه "جوزيف بلاتر"، ولكون الكاميروني صوت في إنتخابات الفيفا للبحريني "سلمان بن إبراهيم".
إنفانتينو ورغم أنه أعلن الحياد في إنتخابات الكاف إلا أن تأييده لأحمد أحمد كان واضحا، فقد شارك إنفانتينو في مؤتمر مجلس جنوب إفريقيا لكرة القدم (كوسافا)، والذي يضم في عضويته 14 إتحادا محليا، والذي أعلن في المؤتمر الذي استضافته "زيمبابوي"، قبل أسابيع من الإنتخابات، كما ظهر في الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس الإتحاد الدولي لموريتانيا، قبل أيام قليلة من زيارة مماثلة للمرشح –سابقا- أحمد أحمد.
خصوم حياته القاريين كان أكثر شراسة، منهم من خاصموه في العلن، ومنهم السريون.
فعلى مدى 29 سنة من تربعه على عرش أحد أهم الإتحادات القارية بالفيفا، صنع له أعداء، بقصد أو من غير قصد، فسحب تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية (كان 2015) من المغرب وأعطاها لغينيا الإستوائية، بسبب مخاوف المغرب من تفشي مرض الإيبولا، ولكن أكثر الفرحين بخسارته كان من الإعلام المصري وبعض مسؤولي الإتحاد المصري للعبة، حيث ظهرت الشماتة في تصريحاتهم بسبب المشكلة القضائية التي تتواجه فيها الحكومة المصرية (دولة المقر) ممثلة في جهاز حماية المنافسة (رسمي) والإتحاد القاري، حيث أحيل الرئيس السابق "حياته" وأمينه العام، المغربي "هشام العمراني" إلى النيابة العامة المصرية بتهمة "مخالفة قانون منع الممارسات الإحتكارية" المصري، حول بيع حقوق بطولات الإتحاد لشركة "لاجاردير" الفرنسية، رغم –حسب بيان الجهاز- تقد شركة "بريزنتيشن" المصرية (راعي الإتحاد المحلي) بعرض أكبر.
الإتحاد المصري لم يعلن لمن سيصوت –قبل إعلان النتيجة- ولكن قادته أعلنوا بأنهم ساروا خلف "الدولة" (الحكومة) وصوتوا للملغاشي.
الإعلام المصري عكس اتحاد بلاده لم يخفي –منذ اللحظة الأولى- تأييده للإطاحة بالكاميروني أكثر من تأييده لمرشح مدغشقر، حيث سارت أغلب المواقع المصرية، رياضية أو عامة في ركب في اتهام العجوز الكاميروني بالفساد، وشمتت فيه السقوط حيث أجمعت على أنه سقط بمساعدة مصرية.
صحيفة اليوم السابع، عبر موقعها عنونت "البقية في حياتو" .. مصر تنتصر على العجوز الكاميروني في معركة " انتخابات الاتحاد الافريقي .. أحمد أحمد رئيسا للكاف بدعم القاهرة لمدة 4 سنوات باكتساح.. وملفات الفساد وراء خسارة عيسى حياتو"، وبينما نقل الموقع ذاته عن وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) بأن حياته قاطع الإعلام بعد الخسارة.
إحدى الإذاعات المصرية نقلت عن رئيس مجلس إدارة شركة بريزنتيشن المصرية، محمد كامل بأن "أحمد أحمد" أخبرهم في زيارته للعاصمة المصرية لحشد الدعم، عزمه إلغاء التعاقد مع الشركة الفرنسية (لاجاردير) وفتح المجال للتقدم بالعروض.
موقع "يالا كورة" المصري نقل عن مصدر مقرب من الإتحاد المصري للعبة، هاني أبو ريدة بأن اتصالات مكثفة جمعت الأخير مع رئيس الإتحاد الدولي ورئيس كوسافا، الزيمبابوي "فيليب تشيانجو" ورئيس لجنة حكام الكاف، التونسي "طارق البشماوي" للحديث حول ضرورة الإطاحة بالكاميروني.
المواقع المغربية على عكس المصرية، اكتفت في نقل الخبر من دون زيادة ولكن موقع "الصحيفة نيوز المغربي" نقل عن صحيفة البلاد الجزائرية اتهامها للمغرب بخيانة حياته وقيادته لانقلاب للإطاحة به.
يشار إلى أن "الشاب" أحمد أحمد يشغل منصب نائب رئيس مجلس نواب بلاده ومنصبين (سيتخلا عنهما) هما عضوية المكتب التنفيذي للكاف ورئيس إتحاد بلاده.
وتنتهي مأموريته في 2021 ويحق له الترشح لمأموريتين أخريين، فقط.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|