"الكرة الحديدية" بين الإنجازات وغياب الدعم الرسمي

تعد الكرة الحديدية من الرياضات ذائعة الصيت في موريتانيا، ويعتبر إتحادها المحلي -والذي تأسس في 1986- من أنجح الإتحادات الرياضية، حيث سبق للمنتخب الوطني للعبة أن حقق المركز الثالث في هذه اللعبة، كما فاز بمدالية ذهبية في الرماية والدقة .
أما في عام 2010 فحقق المنتخب الوطني فوزاً مهما حصد به الميدالية البرونزية بكأس العالم والتي نظمت في تركيا سنة 2010 .
هذه اللعبة تعتبر المسيطرة في عدة مناطق، خاصة في غرب البلاد، حيث تشهد تزايداً في المنتسبين بالذات من جانب الموظفين والعاملين في القطاعات الحكومية. وبحسب مصادر رسمية فإن عدد المنتسبين يصل الى ( 1328 ) لاعب، ينشطون في 37 نادي، ومسجلين في 11 ولاية من الوطن.
الإتحادية الوطنية للكرة الحديدية تأسست عام 1986، ومنذ نشأتها ترأسها 6 روؤساء وهم : سيدي محمد ولد عبد المالك، أحمد ولد مگيَّ، عبد القادر ول اعبيد، محمد سالم ول إعبيدنَّ، محمد الأمين ولد لولي، الشيخ نعمة ولد أحمد.
وتشرف الإتحادية الوطنية للعبة على بطولات محلية ككأس رئيس الجمهورية والبطولة الوطنية للكرة الحديدية، إضافة للبطولات الجهوية والتي تشرف الإتحادية على تنظيمها بدعم من المؤسسات الوطنية والبلديات .
هذه اللعبة لديها أندية متخصصة في نواكشوط، وانواذيبوا، وازويرات، وعدة مناطق أخرى من البلاد، كما أنها تعاني من قلة الدعم حسب القائمين عليها، حيث أكدت مصادر أن غالبية الدعم المقدم لعذه اللعبة يعد مجهوداً خاص باللإتحادية والمشاركين فيها، وتعتبر موريتانيا متقدمة في تصنيف هذه اللعبة على بعض دول الجوار، والتي تقام فيها عدة بطولات دولية . وأكدت مصادر رسمية أن الدولة قدمت أحد ملاعب دار الشباب في انتظار ترميمه لإستضافة أندية ومزاولي هذه الرياضة، والتي كانت تتخذ من ساحات مطارات انواذيبو وانواكشوط القديم أماكن لممارستها قبل أن تغلق هذه الحيوط، وتصبح الصحراء والشواطئ أماكن لبعضهم، بينما نجح آخرون في ممارستها في ملاعب خاصة باللعبة مثل ملعب شركة آسكنا للملاحة، أو احتلال أجزاء من ملاعب كروية مثل ملعب دار النعيم والمعرض القديم .
الإتحاد الموريتاني كان من بين المشاركين في تأسيس البطولة المغاربية، والإنضمام مع دول المنطقة لإتحاد مشترك في اللعبة، كما انضمت موريتانيا للإتحاد العربي، والإفريقي، والدولي في ثمانينيات القرن الماضي .
حضور موريتانيا تميز بتواجدها شبه الدائم في البطولات الدولية والكؤوس العالمية في اللعبة، حيث تعتبر موريتانيا من الدول المشاركة في البطولات بإستمرار منذ إنشاء إتحادها، كما أنها حافظت على مراكز متقدمة في التصنيف تؤهلها للمشاركة في كأس العالم والبطولة العالمية وهما أرقي بطولات اللعبة، بينما حصدت موريتانيا عدة ميداليات للمنتخب الوطني والرماية الفردية، حيث حصل المنتخب الوطني عام 2007 على المركز الثالث في بنين وحصد الميدالية البرونزية، كما حصل على الميدالية الذهبية في الرماية والدقة، إضافة لبرونزية كأس العالم بمدينة إزمير 2010 .
انواكشوط لم تكتفي بالمشاركة فقط، بل نظمت البطولة المغاربية في العام 1993، في حين تعد أول مشاركة رسمية لموريتانيا فى هذه اللعبة عام 1988 في كأس افريقيا، كما شاركت موريتانيا في الدار البيضاء في المغرب، وفي البطولة الدولية بألمانيا 2002، وبعد ذلك بعامين كانت المشاركة بفرنسا 2004، حيث وصل المنتخب الوطني للدور ثمن النهائي وحصد المركز التاسع في التصنيف، مواصلا التقدم والتطور حيث حصل المنتخب الوطني في بلجيكا على المركز الخامس بعد إقصائه من ربع النهائي عام 2005، بينما خسر المباراة النهائية في كأس الأمم في فرنسا عام 2006، ليفوز بعد ذلك في البطولة الافريقية 2007 بكوتونو بالميدالية لبرونزية، ويحصد عام 2008 من دكار المركز الثامن عالمياً في البطولة الدولية، بعد ذلك بفترة حقق الفوز بالميدالية البرونزية في ازمير التركية عام 2010، كما شارك منتخب الشباب في البطولة الدولية 2011 في تركيا، في حين شارك المنتخب الوطني عام 2012 في البطولة الإفريقية والمقامة في الكاميرون، اما عام 2013 فشهد مشاركتين في المغرب، في البطولة الافريقية والمسابقة الدولية، أما في العام 2015 فشارك في كأس افريقيا المؤهلة لكأس العالم في اتشاد، في حين كانت المشاركة الدولية الأخيرة للمنتخب في مدغشقر، وتميز فيها المنتخب الوطني، حيث قدم مستوي رائع في اللعبة .
يشار الى أن هذه اللعبة انتشرت في موريتانيا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وانتشرت بسرعة متزايدة، وأصبحت تمارس بشكل أساسي في المناطق الشمالية من البلاد، حيث تعد هذه اللعبة من أشهر الألعاب الرياضية في الجنوب الفرنسي، بينما أصبحت هذه اللعبة من الرياضات المشهورة في موريتانيا ويمارسها الشباب وكبار السن في كل مكان .