حملة تبرع المرابطون تثير الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي

أثارت حملة التبرعات التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة -الأسبوع الماضي- لصالح المنتخب الوطني لكرة القدم الذي يستعد للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، يونيو المقبل في مصر، موجة من الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي.

في حين دافعت الإتحادية الموريتانية للعبة عن الأمر باعتبار المصاريف الباهظة تحتاجها المشاركة في مثل هذه المناسبات الدولية.

المسؤول عن الإعلام الناطق بالعربية بالإتحادية "محمد ولد اندح" نشر عبر حسابه معلومات عن التكاليف التي تنفقه منتخبات إِفريقية في مشاركته في هذه البطولة، حيث كشف بأن الإتحادية المغربية تنفق ما يزيد على الست مليارات أوقية، ونصف هذا المبلغ تنفقه توغو.

الطرف الآخر الذي عارض الحملة انقسم إلى قسمين، قسم يرى في الأمر خطأ في حساب الأولويات باعتبار كرة القدم ليست أولوية لشعب يعاني الفقر، كما ذكر المدون "محمد الطلبه" الذي نشر صورة لمتسولة معلقا بأنها أولى بالتبرع من المرابطون، فيما ذهب القسم الثاني من منتقدي الحملة إلى مقارنة ما دفعته بعض الهيئات الحكومية بالحملة، وما تدفعه ذات الهيئات لأنديتها التي تعاني في الدوري المحلي بمختلف درجاته.

فقد انتقد الصحفي والمدير الناشر لموقع "كورة إنفو" تبرع القيادة العامة للجيوش بثلاثين مليون أوقية فيما ممثلها في الدوري نادي الجيش يعاني من شبح الهبوط للدرجة الثانية بعد موسم واحد بالممتاز.

وانتقد ولد مامون الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) التي تبرعت بخمسين مليون، بينما ناديها عاجز عن الوجود في الخمسة الأوائل بالدوري لسبعة مواسم، ولا يتوفر على مقومات تخول له المنافسة على الألقاب، حسب تعبيره.

ويعاني نادي اسنيم هذا الموسم حيث يقبع في المركز العاشر بعشرين نقطة من ٤ انتصارات وثماني تعادلات و ٧ هزائم، بينما يعد نادي الكدية المدعوم من ذات الشركة (وإن لم يكن مملوكا لها عكس سابقه) الأفضل بحلوله وصيفا للترتيب بـ ٣٤ نقطة من ١٠ انتصارات و ٤ تعادلات وخمس خسائر.

الأندية العسكرية والأمنية تعاني جميعها فالجيش في المركز قبل الأخير بأربعة عشر نقطة، والحرس الذي تبرع بخمسة عشر مليون يقع في المركز السابع بـ ٢٧ نقطة، بفارق نقطة عن شقيقه الشرطة، الثامن، فيما لا يوجد نادي للدرك والذي تبرع بخمسة عشر مليون.

بدوره الفن لم يغب عن التعليق على الموضوع وهذه المرة عن طريق الفنان التشكيلي "خالد ولد مولاي ادريس" الذي انتقد الحملة بكاريكاتير يظهر شخصا يتبرع أمام الكاميرا وخلفه فقير مُعدم لا يجد ما يسد رمقه.

يشار إلى أن الحملة استمرت لثلاثة أيام، على التلفزيون وما زالت متواصلة في الولايات الداخلية والسفارات الموريتانية في الخارج، وقد جمعت في الأيام الثلاثة قرابة النصف مليار أوقية قديمة.