اللاعبون أحوج أم الفقراء؟ حملة تبرعات للمنتخب تغضب الموريتانيين

أطلقت وزارة الشباب والرياضة الموريتانية حملة لجمع التبرعات من أجل مساعدة المنتخب المحلي المقبل على المشاركة في كأس أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخه.

وأعلنت الوزارة إطلاق الحملة خلال حفل نظم مساء الجمعة في مقر الاتحاد الموريتاني لكرة القدم تحت رعاية الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وبحضور أعضاء مجلس الوزراء وقادة عسكريين وعدد من المسؤولين ومديري المؤسسات ورجال الأعمال.

وجاءت الدعوة للتبرع في ثاني تجربة من نوعها بعد حملة مشابهة للتبرع للمنتخب المحلي قبل مشاركته في كأس أفريقيا للمحليين عام 2013.

ولقيت مبادرة وزارة الشباب والرياضة الموريتانية انتقادات واسعة من قبل أطراف مختلفة، واعتبر النائب البرلماني عن حزب تواصل المعارض محمد ولد محمد امبارك أن الدعوة إلى التبرع خطوة غير موفقة.

وقال النائب إن الوزارة كانت مطالبة بتخصيص مبلغ معين في ميزانيتها لدعم المنتخبات الوطنية، وهو ما كان سيغني الدولة عن التبرع أو التوسل للمتبرعين، حسب وصفه.

واعتبر عضو البرلمان أن وزارة الرياضة كان يجدر بها تخصيص مبلغ للمنتخبات الوطنية والاهتمام أكثر بالشباب ودعم نشاطاتهم.

وشهدت مواقع التواصل جدلا بسبب الخطوة التي أقدمت عليها الوزارة، بين من طالبوا بضرورة مساعدة المنتخب وتقديم العون المادي له، وبين من قالوا إن البلد مليء بالفقراء والمحتاجين، وهم أولى بالتبرع والمساعدة.

وكتب المدون محمد الشيباني أنه عاشق لكرة القدم لعبا وتشجيعا ومتابعة، لكنه يقف حائرا أمام المبالغ الضخمة التي تهاطلت في ليلة واحدة باسم المنتخب الوطني، في وقت يعاني الفقراء بالأحياء النائية والمرضى في المستشفيات من ظروف صعبة.

وتساءل بعض الناشطين عبر مواقع التواصل عن مصير التبرعات التي جمعت بعد تأهل المنتخب الموريتاني إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا للمحليين.

غير أن الصحفي الرياضي حمود ولد أعمر له وجهة نظر مختلفة، حيث اعتبر أن الفقراء والمرضى لهم الأولوية، لكن لا يجب الخلط بين ذلك وبين التبرع للمنتخب الوطني، معتبرا أن التبرع له ليس جريمة، ولا عملا مخالفا للقواعد المعمول بها.

من جانبه، دعا المدون حميد حميد إلى استغلال نجاح فكرة التبرع للمنتخب من أجل إقرار يوم وطني للتضامن، وقال للجزيرة نت إن حملات التضامن يمكن أن توجه أيضا لدعم الأسر الفقيرة.

وشهدت الأمسية تهاطل التبرعات على منتخب المرابطين، وقدرت الحصيلة بأكثر من 600 ألف دولار، وكان في مقدمة المتبرعين الرئيس والوزراء وقادة الجيش والدرك والحرس الوطني وإدارة الأمن، إضافة إلى شركات حكومية وخاصة.

في المقابل، استقبل لاعبو المنتخب الموريتاني حملة التبرع بارتياح، وأكدوا أنها ستزيد الحمل على عاتقهم لأنه بات لزاما عليهم العمل لتشريف البلاد خلال كأس أمم أفريقيا المقررة في مصر الصيف المقبل.

وقال اللاعب تقي الله دن للجزيرة نت إن الدعم الذي حظي به المنتخب الموريتاني كان مميزا في جانبيه المادي والمعنوي.

وكان المنتخب الموريتاني مفاجأة تصفيات أمم أفريقيا بعد بلوغ النهائيات لأول مرة في تاريخه، وتوجت مجهوداته بالحصول على جائزة أفضل منتخب أفريقي لعام 2018.

المصدر  

المزيد من الصورة: