في عيدهن... إعلاميات ثلاث ومشجعة تروين قصتهن مع الرياضة

نشر موقع أكيد، ملفا بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، عن الجنس الناعم في حقل الرياضة -الذي وصفه في العنوان بـ- الذكوري. وأجرى الموقع في ملفه مقابلات مع ثلاث إعلاميات رياضيات وهن اللإعلامية بإذاعة موريتانيا "آمنة بنت محمد المصطفى" وزميلتاها بقناة المرابطون، "النجاة بنت حندومي" والموريتانية -سابقا- "ميمونة بنت محمد المعروفة بمنى، إضافة لمشجعة عميد الأندية المحلية، لكصر، حيث روت كل واحدة منهن أسباب دخولها للمجال الرياضي. نص الملف كما نشره الموقع قتحم السيدات في موريتانيا المجال العام بقوة، ولكن بعض المجالات لا تزال ذكورية بامتياز، تكاد تغيب فيها المرأة مثل مجال الأعمال والرياضة. ولقد اختار فريق “أكيد” أن يبدأ بالمجال الرياضي نظرا للغربة التي تعيشها السيدات في هذا المجال من ناحية، ومن ناحية أخرى لأهمية وجودهن والكفاح الذي يخضن لإثبات أقدامهن في هذا المجال. ومن خلال أربع نماذج لسيدات فتحن هذا الحصن المحجوز للرجال، وحققن ذواتهن في الاستوديوهات الرياضية، وعلى مدرجات الملاعب يعْبُر “أكيد” ليمكن القارئ من معرفة هذا “النوع” من السيدات اللواتي لم يرضين بالتمييز عمليا فاقتحمن هذا المجال. ثلاث صحفيات ومشجعة اخترنا الحديث مع ثلاث صحفيات رياضيات هن : أمنة محمد المصطفى الصحفية الرياضية بإذاعة موريتانيا، النجاة حندومي الصحفية الرياضية بقناة المرابطون، ميمونة (منى) منت محمد يحظيه الصحفية السابقة بتلفزيون موريتانيا، بالإضافة إلى مشجعة نادي لكصر وهبة بنت ابراهيم. كيف وجدن أنفسهن في المجال الرياضي؟ أمنة كانت تردد منذ نعومة أظفارها بأنها ستكون صحفية، ولم يدر في بالها التخصص حتى تقدمت السنوات ونالت الباكلوريا ولاحظت النقص في المجال الرياضي خصوصا النساء فقررت أن تدخل مجال الإعلام وهي الآن تحضر المتريز في قسم الحضارة والإعلام في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية. أما منى فقد دفعت بها الصدفة في هذا المجال تقول: “قسم الرياضة في قناة الموريتانية كان يبحث عن مقدم(ة) للنشرات وكنت حينها أخوض بداية تجربتي كهاوية في مجال الإعلام، فقررت أن انتهز تلك الفرصة… “. في حين أن وهبة تعشق الرياضة منذ صغرها لحد الجنون ـ حسب تعبيرها ـ وهذا ما دفع بها لتشجع عميد أندية موريتانيا “لكصر”. النجاة تستمتع بهذ المجال الذي يراه البعض حكرا على الرجال، ومع أنها في بداية مشوارها الصحفي لم تحفل بالرياضة، إلا أنه بعد التحاقها بإذاعة موريتانيا بدأت تتخصص فيه. بواسطة الصدفة والشغف والإيمان شقت هذه السيدات طريقهن في دروب وعرة. هل يزاحمن الرجال؟ كلهن رفضن صياغة هذا السؤال بطرق مختلفة؛ منى لا ترى أن المزاحمة واردة مشيرة إلى أن الصحافة الرياضية ظلت إلى وقت قريب معدود على رؤوس الأصابع ممارسوها، ومع ذلك ـ تقول ـ فقد كنت أحيانا أشعر بأنني غريبة حين اتواجد بأماكن لايتواجد بها من النساء غيري … أما النجاة فتعتبر أن الرياضة ليست حكرا على جنس عن آخر، وبالنسبة لها فلا مشكلة في ولوج المرأة لأي مجال ما دامت متمسكة بالضوابط الشرعية وخاصة تلك المجالات التي يحرمها المجتمع على المرأة. وهبة نفت مزاحمتها للرجال “لأن الرياضة بالنسبة لي ليست حكرا علي الرجال بل هي هواية ويمكن لأي كان أن يمارسها ويعشقها وهنالك نساء يفهمن في الرياضة أكثر من الرجال” حسب ما عبرت عنه. أمنة أجابت عن السؤال بقولها: “لا أبدا، أولا هدفى ليس مزاحمة الرجال ،لكن هدفى أن أساهم بما أمتلكه من معلومات رياضية والتى اكتسبتها من خلال متابعتى لأنواع الرياضات منذ الصغر ،هنا بالعكس فقط أسير خلف كوكبة من الشباب مميزة تسعى للرفع من الشأن الرياضي وكذالك استفدت ولا زلت أحاول الاستفادة أكثر من أصحاب الخبرة من ذوى الاختصاص”. مضايقات؟ النجاة تقول أنها “واجهت الكثير و الكثير من المضايقات و التي كان السبب فيها الاهتمام بالمجال الرياضي و قد كانت المضايقات التي و جهت لي من إخوتي الرجال كادت أن تضع حدا لولعي بهذا المجال، فقد وجهت لي انتقادات حادة جدا من زملاء العمل والدراسة و المحيط الاجتماعي . و كانت الكلمة التي طالما وجهت لي هي الطعن في أنوثتي و أن الرياضة يجب أن تبقى من اختصاصات الرجال و خاصة في هذا المجتمع”. وهبة قالت لأكيد “أواجه العديد من المضايقات طبعا؛ بدء من أفراد اسرتي والمجتمع الموريتاني بصورة عامة حتى في الملعب الأولمبي وبعض الأحيان في المقاهي إذا كان هنالك مباراة غير متوفرة إلا في المقاهي” وتقول بأن الكثير من الناس يسخرون منها ويشبهونها بالرجال إذا ناقشت مواضيع كرة القدم. واصفين إياها بـ “أحمد راجل” وتضيف: “في الأول كنت أغضب وأتشاجر معهم ولكن مع الزمن تعودت على سخريتهم ولَم تعد تهمني طالما الأمر يتعلق بكرة القدم التي أعشقها”. أما أمنة فقد نالت نصيبها من الضغوط حيث تقول بأن “بعض الأشخاص علي مواقع التواصل الإجتماعى أحيانا يقولون أنى رجل باسم مستعار على الفيس بوك” ،لكن هذا الأمر لا يثنيها ولا يقف في طريقها لشغفها بالمهنة “مادمت لم أفعل مايخل بأخلاقى وديني….” تضيف. منى ترى أن لامجال في الحياة يخلو من المضايقات “ولكنني غالبا ما كنت أجد الكثير من التشجيع في هذا المجال ، وهنالك من شجعوني على التخصص في مجال الإعلام الرياضي عن باقي المجالات الإعلامية من ضمنهم النقيب السابق الدكتور الحسين امدو ، وهو أمر صادف هوى في نفسي ولكن الظروف لحد الساعة تحول دون تطبيقه ..” ثورة في وجه تنميظ عمل المرأة أم ؟ بالنسبة لهؤلاء السيدات فالأمر لا يتعلق بثوريتهن كما ترى بعضهن، وإنما قد يكون دخولهن في هذا المجال طبيعيا كما ترى أخريات. النجاة تعتقد أن نظرة المجتمع لا تهم ما دامت تتمسك بالضوابط الشرعية “أعتبر أنه يحق للمرأة ولوج أي مجال مادامت تتمسك بالضوابط الشرعية ، و أنا إذا أردت أن أعمل في أي مجال سأفعل بغض النظر عن نظرة المجتمع تجاه عمل المرأة في ذلك المجال و أكررها مادامت المرأة تتمسك بالضوابط الشرعية ستتغلب على كل العوائق” وأمنة ترى بأن دخولها هذا المجال أمر طبيعي، تقول: “لا أعتبر نفسى ثائرة بالنظر إلى ماوصلت إليه المرأة العربية والموريتانية خصوصا، يبقى اقتحامى لهذا المجال أمرا عاديا وطبيعيا رغم أنه يثير استغراب البعض”. وهبة ترى أنها ثائرة ضد النظرة الدونية للمرأة وتحكم المجتمع برؤاها، تقول: “أنا ثائرة ضد النظرة الدونية والرجعية للمرأة وجعلها في زاوية محددة يتحكم المجتمع فيما عليها أن تحب أو تتابع”. منى لا تحبذ عبارة “ثورة” لكنها تعتبر نفسها مؤمنة “بأن المرأة قادرة على إثبات نفسها في جميع المجالات ،مادامت لاتخل بالضوابط الشرعية وبعض العادات الإيجابية” تقول. النجاح؟ بالنسبة لتقييمهن لنجاحهن قالت وهبة “لا يمكنني تقييم نجاحي لأنه بالنسبة لي لايمكن للمرء أن يقيم نجاحه ولكن من خلال صفحتي علي الفيسبوك أظن أنني أساهم ولو بقليل بالتعريف بمنتخب بلادي من خلالي متابعي علي الفيسبوك” أما منى فتقول: “تقييم الشخص لنفسه عادة ما يكون خال من الدقة ، وعموما أعتقد بأنني أستحق نسبة 50% كمقدمة ههه”. وبالنسبة لـ أمنة فمسألة الحكم على نجاحها ليس من مهامها، تقول: “لا أعلم، لا أحكم على نفسى ،الجمهور والمتتبعون هم من يحكمون ،لكن الأكيد أني لم أصل بعد إلى طموحى” الكلمة؟ أمنة: تدعو السيدات إلى تشجيع المنتخب الوطني والأندية، والاستثمار في الرياضة “أولا للسيدات بصفة عامة أن مؤازرة المنتخب أو تشجيع أي نادي من الأندية الوطنية هو أمر ضروري ،في جميع الألعاب الرياضية. الرياضة الموريتانية تحتاجنا جميعا أن نكون حاضرين للمؤازرة والتشجيع وأن نعطى وجهة نظرنا كل بما يراه مناسبا وأن نستثمر خاصة سيدات الأعمال اللواتى يمكن أن يساهمن فى الرفع من قيمة الرياضة الوطنية… واخيرا اقول للجمهور أن الرياضة الوطنية تحتاج ثورة فى التشجيع وفى المساهمة بشتى انواعها ،وأتمنى أن يكن في الموعد كما عهدناهم وأكثر…. وفى الختام أشكر كل من لعب دور فى أن أصل الى مجال الصحافة الرياضية ،اولا زملائي الاعلاميين الذين أحاطو بى وغمروني بالنصائح والتشجيع دون استثناء كل من عرفتهم فى هذا المجال لقيت منهم التشجيع حتى اعطوني الدوافع والثقة للإستمرار.” النجاة: تدعو الرجل لترك الحرية للمرأة وأن لا يعتبر نجاحها انتقاصا من رجولته “أريد أن أوجه كلمة لأخي الرجل دع أختك تخوض أي مجال أرادت أن تخوض فيه و أقول لك بكل صراحة نجاح المرأة في أي مجال لا ينقص ذاك من رجولتك و لا قدراتك . بالمرأة يرتقي المجتمع فلا يمكن أن ندعوا و نطالب بالتقدم ما دمنا نقصي نصف المجتمع.” منى: تحية من القلب كانت كلمتها الموجهة هي: “تحية من القلب” وهبة: تدعو الجمهور للاهتمام بالرياضة “أطلب من الجمهور الاهتمام بالرياضة لأنها مهمة، وهنالك مقولة شهيرة العقل السليم في الجسم السليم”