أشاد لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم، ونادي الحرس سابقا "محمود ولد عالي" الملقب "إيفادي" بزميله السابق في النادي والمنتخب "إبراهيم ولد المالحة" قائلا بأنه أفضل لاعب لعب معه. وقال اللاعب في مقابلة مع موقع الملعب بأن ولد المالحة هو أفضل لاعب لعب معه، ولاعب الحرس السابق "ميني" هو أفضل لاعب شاهده. نص المقابلة:
• موقع الملعب: السلام عليكم اهلاً بكم في موقع الملعب، ونشكركم على الموافقة على هذا اللقاء الذي يعد هو الأول لكم مع المواقع الإلكترونية.
• إيفادي: وعليكم السلام واهلاً بكم
• الملعب: هل يمكنكم اعطاء ورقة تعريفية للقراء الكرام
• إيفادي: إسمي محمود ولد عالى ولقبي ايفادي، لعبت مع عدة أندية موريتانية، كما لعبت قرابة موسمين في الجزائر، ومثلت موريتانيا رفقة جيلي في فترة التسعينات .
• الملعب: ماهي الأندية التي لعبت لها
• إيفادي: لعبت في أول نادي وهو ميناء انواكشوط، وميناء انواذيبو، بعدها انتقلت لنادي اسنيم، ومن ثم الحرس الوطني، حتى انتقلت للإحتراف في الجزائر موسمين مع نادي أمل أربعاء الجزائري، وتعد الأندية التي لعبت لها في تلك الفترة من أبرز الأندية الموريتانية.
• الملعب: ماهي المدة التي لعبت فيها رفقة المنتخب الوطني
• إيفادي: لعبت مع المنتخب الوطني قرابة 13 عاماً، وتعد هذه الفترة من أهم مراحلي في المستديرة، حيث جمعتني بلاعبين أصبحوا إخوة لي في منتخب الشباب والمنتخب الأول، وما زلت أحمل لهم الكثير من الإحترام والتقدير، ومن بينهم "يعقوب صوماري"، و "سيدي ولد سيدها"، و "ميني ولد سيدي امو"، و "عمر" و"أحمد" و"آبو سيدي بي"، و"صال"، و"باب صار"، و"ابراهبم ولد المالحة"، و"ولد اعلي"، و"ابراهيم ولد مولود"، والحارسين "الشيخ أحمد"، و"لمين جوب"، و"گي صمبا"، و"موسي كوليبالي"، و"أحمد على تراوري"، و"الشيخ ولد بوگرون"، و"إگور"، و"عتيق".
• الملعب: من هو المدرب الذي خرجّٓك للملاعب.
• إيفادي: شخصياً تم تكويني من طرف المدرب الوطني أنذاك وهو "كوليبالي"، رفقة عدة لاعبين من جيلي، وبينهم مساعد مدرب المنتخب الوطني مصطفى صال، كما أشرف على تدريبي مدرب سنغالي الجنسية في نادي ميناء نواكشوط، كان من المدربين المميزين، ويدعى "گالو"، حيث كان يعمل فى نواكشوط في تلك الفترة.
• الملعب: من هو أفضل لاعب في نظرك، ومن افضل لاعب لعبت معه.
• إيفادي: أفضل لاعب في نظري هو لاعب لا أتذكر من اسمه سوي "ميني"، وكان يُعرف بالبرازيلي في المنطقة الثانية من إفريقيا، وانا تابعته يلعب رفقة الحرس قرابة اربع سنوات، كما كان يلعب بالقميص رقم 7، وهو ما جعلني أفضل هذا الرقم طيلة مسيرتي الكروية. أما أفضل مهاجم لعبت معه فهو ابراهيم المالحة والذي شاركني الهجوم في نادي الحرس والمنتخب الوطني، حيث كون معي ثنائي كان له الفضل في تألق الحرس في تلك الفترة .
• الملعب: من هو الشخص الذي كان وراء إحترافك في الجزائر .
• إيفادي: في نهاية العام 1998 التقيت برئيس الإتحادية السابق "فال تورنو" وأخبرني أنه حصل لي على فرصة لخوض تجربة احترافية في الدوري الجزائري, حيث تواجد هناك كمراقب لإحدى المباريات، وطلب منه الجزائريون مهاجم موريتاني، وكنت في تلك الفترة أعمل في قطاع الحرس الوطني، وتم تحويلي بإعارة للإتحادية الوطنية، وهو ما سهل على "تورنو" إعداد الإجراءات اللازمة، لكن نادي الحرس رفض تسريحي رغم أن الصفقة كانت مهمة لي كلاعب، في تلك الأثناء واصل رئيس الإتحادية محاولاته لإقناع إدارة الحرس حتى اللحظات الأخيرة ليتدخل ضابط أتحفظ على إسمه ويساعدني في انهاء الإجراءات رفقة "فال تورنو" الذي تكفل بكل شيء جزاه الله خيراً، ولن أنسي له هذا الجميل نهائياً.
• الملعب: ماهو أجمل هدف في مسيرتك
• إيفادي: أجمل هدف بالنسبة لي هو هدفي ضد مالي في بطولة "آميكال كابرال"، حيث سجلت وحررت زملائي في تلك المباراة، وواصلنا حتى نهاية اللقاء بثلاثية للمرابطون .
• الملعب: ما الشيء الذي جعلك تفكر في مغادرة الميدان نهائياً، وترك كرة القدم .
• إيفادي: في العام 1997 وبعد عودتنا من التمارين في جهورية مالي وجدنا أفراد من قوات الشرطة المالية عند باب الفندق، وهو ما جعلنا نستغرب وبعد شد وجذب، اتضح لنا أن صاحب الفندق أبلغ السلطات بعدم سداد الفواتير، وهو ماجعلنا حديث الساعة في وسائل الإعلام المالية والدولية، في تلك اللحظة كرهت كرة القدم لدرجة لا يمكنني وصفها وخاصة أننا نمثل بلد بأكمله، وأصبحنا لصوص بسبب أشخاص لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية.
• الملعب: ما هي الاسباب وراء اختفائك أنت وجيلك عن الأنظار
• إيفادي: تلك المعلومة يجب تصحيحها للقراء الكرام، أنا موجود هنا في العاصمة وأغلب زملائي أيضاً، نتواجد كل أسبوع ونلعب معاً كرة القدم وبعضنا يمارس أعماله العادية، انا موجود حالياً في مزرعتي أغلب الوقت للمحافظة عليها، وبعض الزملاء لديهم ورش عمل ودكاكين، وبعضهم ما زال في وظيفته، وتغيبهم سببه عدم بحث الصحفيين عنهم، وأغلب الصحفيين الآن لا يعرفون سوى لاعب أو اثنين، والبقية لا يبحثون عن الأجيال الأولى لهذه اللعبة في موريتانيا.
• الملعب: ما هو عملك الرسمي الآن
• إيفادي: أنا مزارع وأعمل في هذه المهنة التي ورثتها من أجدادي وهي زراعة النخيل وأعتبرها مكسب بالنسبة لي، خاصة بعد خروجي من مجال كرة القدم، كما كنت ضابط صف في صفوف الحرس الوطني، وأفتخر بخدمتي لموريتانيا كفرد من القوات المسلحة وكلاعب .
• الملعب: هل سبق وأن حضرت رفقة أحد اللاعبين السابقين لمباريات المنتخب الوطني أو مباريات الحرس .
• إيفادي: أنا لا أحضر وأصدقائي بعضهم يرفض الحضور نهائياً لأن أغلب المتابعين للشأن الكروي والمسيرين لا يعطونهم قيمة ولا يعرفونهم، حيث حصل موقف لأحد اللاعبين والذي تواجد رفقة زملائنا في إحدى مباريات المنتخب الوطني، وحاصرتهم الشرطة والحرس واسمعوهم الكثير من الكلام الساقط، وتم طردهم أمام أعين المشجعين، وبحضور اثنين من إداري الاتحادية الوطنية، أحدهم كان مساعد محاسب في فترة مشاركتي مع المنتخب، وبعد الكثير من الشد والجذب تدخل أحد المشجعين وقدم تذاكر للاعبين، لكنهم رفضوا الدخول بعد هذه الحادثة وقاطعوا الملعب نهائياً، أما عن حضوري لمباريات الحرس فقد حضرت مباراة واحدة وبطلب من أحد الأصدقاء، لكنني تفاجأت من قلة الحضور وعدم اهتمام المشجعين بالدوري، خاصة أن فترة لعبنا كانت الأسواق تغلق أيام الدوري ونلعب في حر الشمس، ومع ذلك كان الدوري يحضره الكثير من الجماهير وكانت الأندية تبذل الغالي والنفيس، كما كان اللاعبون يلعبون بطريقة تجعل المتابعين للدوري لا يملون المشاهدة ويواصلون الحضور للدوري باستمرار.
• الملعب: هل يمكن أن يصبح إيفادي مدرباً في الدوري الوطني
• إيفادي: لا أظن ذلك فالدوري ما زال يعاني رغم أنه يجد الكثير من الدعم عكس فترتنا، والآن تسمع بصفقات لا اعتبرها صفقات بقدر ما اعتبرها استعباد كروي من قبل الأندية للاعبين والمدربين أنفسهم، لذلك لا أريد أن أساعد إداريي الأندية في استغلال اللاعبين، خاصة أن من يتابع الدوري حالياً وسابقاً، يعرف أن المدربين الذين لا يحترمون أنفسهم يستغلون اللاعبين ويبذلون الجهد لذلك رغم أنهم ينكرون، إلا أنهم يفعلون ذلك بقصد أو بدونه.
• الملعب: هل هناك نادي موريتاني أقنعك
• إيفادي: نعم تواجدت منذ فترة في العاصمة الاقتصادية وشاهدت نادي أفسي انواذيبو عن قرب، وتجولت في ملعب خاص بالنادي ومطعم وأكاديمية متخصصة بالفئات السنية، وهو ما أعتبره أمراً مفيداً للنادي، كما سمعت من بعض المقربين أن نادي تفرغ زينة عقوده جيدة مع اللاعبين وادارته لا بأس بها، عكس الأندية الأخري والتي يعاني أغلب لاعبيها من التهميش، ومن هنا يأتي دور اتحادية كرة القدم والعصبة حيث يجب وضع شروط لكل من يقوم بإنشاء نادي رياضي، لأن النادي مؤسسة متكاملة ويجب أن يقوم بتكوين وتأطير اللاعبين لا استغلالهم وإهانتهم.
• الملعب: ما هو تعليقك على المجنسين الذي شاركوا مع المنتخب فى فترات سابقة
• إيفادي: في أحد المعسكرات تواجد رفقتنا عدة لاعبين مجنسين من دول مجاورة وكان من بينهم لاعبون ينشطون في الدوري الفرنسي وهو ما أثار استغراب جُلِّ اللاعبين لكن الإدارة حاولت إدماجهم، وبعضهم عجز عن التأقلم، بينما كان الدوري يعجُ بالمواهب الشابة والتي يمكن الإستعانة بها، وهذا ما حزَّ في نفسي خاصة أنني أعرف لاعبين مواليد موريتانيا ويمكنهم دعم المنتخب، لكن الإداريين يتحركون في جهات معينة لدمج لاعبين أغلبهم عجز عن حجز مكان في منتخب وطنه الأم، وفي الأخير رحلوا جميعاً .
• الملعب: هل تعتبر كرة القدم تقدمت في البلاد
• إيفادي: الدوري حالياً يتوفر فيه الكثير من الأشياء لم نحصل عليها في فترتنا، وكرة القدم اليوم أصبحت تجارة، ويجب على اللاعبين اغتنام الفرصة، حاليا تجد لاعب أو اثنين لديهم مهارات لا بأس بها، عكس فترتنا تجد مجموعة من اللاعبين في فريق واحد ويتمتعون بالكثير من الفنيات التي تجعل المدرب في موقف صعب .
• الملعب: ما هو تقيمك لعمل الإتحادية الحالية
• إيفادي: الاتحادية حالياً على رأسها شاب مثقف ويعرف كرة القدم لكن ينقصه من يساعده في شؤون كرة القدم، ويجب تصحيح الكثير من الأخطاء، وأول خطأ هو ما يحدث في الحفل السنوي، والذي أطلقه المكتب الحالي، حيث يجب تكريم لاعبين كبار من أمثال "بيراما واصنيدري" بدل تكريم أجانب لا ناقة لهم ولا جمل، فهناك أجيال ضحت بوقتها وجهدها من أجل كرة القدم في هذه الأرض ويجب رد الجميل لها ولو معنوياً، كما يمكن الرجوع للاعبين القدماء ومحاولة الإستفادة من خبرتهم لدمجهم ومحاولة الإستعانة بهم مثل ما يحدث في دول الجوار، وخاصة في فترات التصفيات والإستحقات في حال التأهل .
• الملعب: بماذا تنصح الأندية والاتحادية ومن يمارسون اللعبة حالياً .
• إيفادي: نحن لعبنا في فترة كانت البلاد تعاني من الكثير والمجتمع لا يدعم اللعبة، وكان أعلى راتب هو عشرة آلاف أوقية ونقاتل من أجل الحصول عليها من القائمين على المنتخب سامحهم الله، لكن تمثيل موريتانيا وقناعتنا جعلت أغلبنا يرفض الإستسلام، حتى أن بعض اللاعبين أصيبوا في التدريبات ومنهم اللاعب "تمغو"، وظل يعاني من تلك الإصابة حتى وقت قريب بسبب إهمال القائمين على المنتخب، لذلك وجدت هذه الأجيال فرصة لا تعوض بثمن خاصة أن قوانين الاحتراف أصبحت تساعد وتعطي للاعب الكثير من الحقوق، مما يجعل القيمة أكبر والمواهب مطلوبة. وفيما يخص الإتحادية فنصيحتي موجهة لولد يحي ومساعديه، حيث سمعت أن الأكاديمية تبني ملعب أو إثنين، فتلك خطوة جبارة لكن يجب الوقوف على كل صغيرة وكبيرة للأجيال القادمة والتي ستكون حاملة لمشعل الرياضة في البلاد، كما يجب أن تكون الدولة وراء ذلك بدعم مخصص من قبل المؤسسات العمومية، مما سيحرك عجلة الدوري، خاصة أن الأندية التي كانت تتبع لمؤسسات كانت تنافس منافسة قوية مثل أندية صوملك، وصونادير، والخطوط، وميناء انوكشوط، وموريتل، وإيمراغين، حيث يشهد الدوري مناسفة محتدمة، كما يجب أن تقدم الدولة دعماً على الأقل لبناء ملاعب، بعد ذلك جلب نجيلة تمكن من مشاركة الأندية في البطولات الجهوية والدرجة الثانية، ومن بين تلك الملاعب، ملعب لكصر، والسبخة، وتيارت، كما يجب المساهمة في إكمال الملاعب الداخلية في اكجوجت، والاگ، وكيفة، وگرو، وسيلبابي، وكيهيدي دعماً للبطولات الجهوية على مستوي الولايات والمناطق الداخلية، مثلما حصل في ملعب ازويرات والذي أصبح يستضيف البطولة الجهوية للولاية .
• الملعب: بماذا تنصح الرياضيين في البلاد .
• إيفادي: نصيحتي للجميع ترك التفرقة ونبذ العنف، فكرة القدم ساعدت الشعوب على تخطي الكثير من المحن ويجب إلغاء التمييز فيها وفتح صفحة جديدة للجميع للتقدم، خاصة أن هذه الفترة مهمة وقد نتأهل، كما يجب علينا العمل بطرق واضحة ونبيلة خدمة للبلاد. العالم المجاور لنا أصبح في المراتب الأولى وأصبحوا يقارعون كبار العالم مثل البرازيل والأرجنتين ونحن مازلنا في مكاننا بسبب أشياء أقل ما يقال عنها أنها تافهة؟ في حين يجب التوحد تحت راية موريتانيا لنصل معا لمكان محترم أو على الأقل نحاول.
• الملعب: ماذا تطلب من الصحافة الوطنية وخاصة الرياضية
• إيفادي: أطلب من الصحافة الرياضية البحث عن الأجيال المؤسسة لكرة القدم وأغلب الرياضات في البلاد لأن (من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل)، كما أطالب القنوات والإذاعات والتي تعنى بتغطية المباريات الدولية للمنتخب والدوري باستضافة لاعبين قدماء للتحليل على المباريات ومحاولة الإستفادة من خبرتهم.
• الملعب: شكراً إيفادي على هذا الشرح المفصل وشكرا على تواجدكم رفقة موقع "الملعب"
• اللاعب: العفو هذا أقل واجب خاصة أنكم بذلتم جهداً تستحقون المناصرة عليه، وهذا ما يجب أن تقوم به الصحافة الرياضية، كما أشكركم على حضوركم وقبولكم التواجد معي في المزرعة.
وفي الأخير أشكركم وأشكر كل من ساهم في هذا اللقاء من بعيد أو قريب والسلام عليكم