تعرضت معدته للتهديد... فيلم وثائقي يكشف خبايا مشكلة نسيبة وبطولة ج

نشرت شركة "العربية الإفريقية للإتصال" (أراك) –عبر قناتها الرسمية على اليوتيوب- فيلما وثائقيا حول حادثة منع مدرسة نسيبة 1 من المشاركة في كأس ج للأطفال العرب لكرة القدم والتي تنظم سنويا من طرف قناة ج القطرية، في نسختها الثانية والتي توجت بها مدرسة محمد عبد الله موسى من السودان إثر فوزه بركلات الترجيح على يويفرسال من جزر القمر.

وكانت المدرسة قد فازت في التصفيات الموريتانية على نظيرتها مدرسة "أطار 4" بسداسية نظيفة، في النهائي ليتأهل أبناء الميناء إلى نهائيات البطولة والتي تستضيف العاصمة القطرية (الدوحة) فعالياتها.

وشارك في الفيلم الوثائقي الذي يمتد لـ35 دقيقة، بعض الإعلاميين والمسؤولين والذين أدلوا بدلوهم في الموضوع.

محلل البطولة الإعلامي الإماراتي "كفاح الكعبي" والذي أشار إلى أن توقعات الجميع كانت تصب في أن موريتانيا ستشارك، لأنها جزء لا يتجزأ من هذه الأمة (العربية)، مضيفا بأنها كانت فرصة لأن المشاركة في بطولة سيشاهدك (يقصد اللاعبين) فيها الجميع، وأن مشاهدة لاعب جيد يعني بأنه وراءه بيت جيد ومدرسة جيدة ووزارة جيدة وحكومة جيدة.

وظهرت في الفيلم بعض المشاهد لقمع الشرطة لمظاهرات منددة بمنع مشاركة المدرسة في البطولة العربية، ومشاهد للاعبيها وهم يشاهدون –عبر التلفزيون- المباراة النهائية بين المدرسة السودانية ونظيرتها القمرية.

الإعلامي محمد عبد الله ولد ممين ألقى المسؤولية على الإعلام والذي لم يستطع الوصول للحقيقة، لأن القائمين على الأمر لا يريدون تبيينها، حسب تعبيره.

الإعلامية، لالة بنت المد (إحدى معدي الفيلم) ظهرت وهي تتحدث -عبر الهاتف- مع الأمين العام السابق لوزير التهذيب الوطني، الإمام الشيخ ولد اعل، حيث سألته عن الحقيقة، ولكنها أجابها بسؤال استهزائي "إلا اجبرتي الحقيقة، ذا امشيهم" (إن وجدت الحقيقة، هل سيذهبون؟)، طالبا منها بنبرة غاضبة أن تبحث عن أمر آخر غير مشكلة نسيبة.

رافضا (في مكان آخر من الفيلم) الإجابة عن أي سؤال بدعوى أنه لم يعد في الوظيفة، طالبا من الفريق أن يتجه بالسؤال إلى خلفه في الأمانة العامة لوزارة التهذيب.

القيادي السابق بحركة إيرا السعد ولد لوليد طالب الوزارة والوالي والوسطاء الذين شاركوا أن يقدم كل منهم ما لديه.

مدير شركة أراك (المنتجة للفيلم) -المسؤولة عن التغطية الإعلامية للبطولة- الإعلامي دداه عبد الله، كشف أنه بعد أن أذنت لهم الوزارة بزيارة المدارس لإعداد تقارير وجد فريق الإنتاج بأنه لا يمكن تصوير فرقها في الوضعية التي كانت عليها، وأن بعض اللاعبين كانوا يتدربون ويلعبون بدون أحذية.

لاله بنت المد أشادت بأحد لاعبي مدرسة نسيبة واحد، وأنها عندما شاهدته لأول مرة لم تستبعد أن يقود فريقه للتأهل.

زار معدة الفيلم منزل هاشم مهاجم نسيبة –يبدو بأنه قبل منعهم- وتحدث مع والدته "گيطانة بنت خطري- والتي ذكرت بأن اللاعبين وعدوهم بالعودة بكأس ج، متمنية لهم الفوز باللقب والإنطلاق كلاعبين محترفين.

وقد ذكرت الشركة بأنها قد تكفلت بكافة التفاصيل اللوجيستية، الخاصة بنقل وإقامة الفرق القادمة من خارج انواكشوط.

وكشف الصحفي سعد بوه ولد الشيخ محمد (المدير الناشرلموقع الوسط) عن وثيقة لديه تثبت بأن الوزارة أرسلت طلبا رسميا لوزارة الشباب والرياضة، تطلب فيه منح الملعب الأولمبي (أكبر ملاعب البلاد) لتنظيم البطولة (التصفيات)، ولكنه أضاف بأن الوزارة (وزارة التهذيب) ليس من صلاحياتها التدخل في صلاحيات الوزارات الأخرى

الزميل دداه عبد الله (مدير أراك) قال بأنه بعد وصول فريق الإشراف من الدوحة، ذهبوا إلى مدير المركب الأولمبي (الذي يضم الملعب الأولمبي) وقدموا له نسخة من رسالة وزارة التهذيب لنظيرتها الشباب والرياضة، أجابهم بأن الرسالة لم تصله، وأن المركب لديه إدارة والأمر يحتاج لرسالة فقط من القناة (قناة ج) تشرح فيها ماذا تريد من الملعب الأولمبي، حسب تعبير دداه عبد الله، وفي اليوم الموالي سلموه رسالة القناة، ليخبرهم بموافقته، ولكنهم في المساء تفاجأوا بالحارس يمنعهم من الدخول مع معداتهم، لتعليمات وصلته.

ولد عبد الله اتهم الأمين العام لوزارة التهذيب بالتملص من الأمر، وأنه قال بكل صراح بأن الموضوع قد أوكل لشركة خصوصية، وأن الوزارة لم تعد لديها أي مسؤولية في الأمر.

وأضاف بأن القناة كانت قد تعاقدت مع شركة برتغالية لنقل المبارة النهائية (من التصفيات)، مضيفا بأن ولد اعل كتب –بعد محاولات- للأمين العام لوزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني يخبره بعلم الوزارة بالبطولة، (من أجل إدخال معدات الشركة البرتغالي) ولكن الأمين –للأخيرة- أخبرهم بأن هذه الرسالة هي إشعار وليس طلب.

الصحفي سعدبوه ولد الشيخ أحمد قال بأن أمين عام وزارة العلاقات مع البرلمان أخبر وزيره بالموضوع ولكن الأخير اشترط أن يكاتبه نظيره في وزارة التهذيب الوطني " با عثمان" والذي رفض، طالبا أن يبقى الموضوع على مستوى الأمناء العامون.

مدير شركة أراك عاد لاتهام المسؤولين مرة أخرى، حيث قال بأنهم يلعبون على عامل الوقت، وهو ما اضطرهم لتأجير معدات من إحدى الشركات المحلية.

الزميلة لاله سلطت الضوء على هاشم (مهاجم نسيبة 1)، وأظهرته في لقطات رفقة زملائه وهم يتدربون على شاطئ المحيط الأطلسي.

المدير التنفيذي لوكالة الأخبار المستقلة (غير رسمية) الهيبة ولد الشيخ سيداتي، كشف بأن وزارة التهذيب طلبت من القناة تمويل البطولة (التصفيات)، وحددت حسب ولد الشيخ سيداتي- المبلغ المطلوب، حيث ذكر مدير وكالة الأخبار بأن الوزارة حددت تكاليف نقل الطالب من ألاگ إلى انواكشوط بـ 75 ألف أوقية.

ولد الشيخ سيداتي انتقد فتح الوزارة لحساب خاص (شخصي) في أحد البنوك الخاصة ليحول إليه المبلغ، وهو أمر مستغرب حسب الزميل الهيبة.

المدير الناشر لموقع الوسط انتقد الرأي الذي ذهب إليه ولد الشيخ سيداتي –من دون أن يسميه- مؤكدا بأن من يحدد المغالاة في الميزانية هي الجهة التي ستدفع وهي قناة الجزيرة، ومضيفا بأن القناة القطرية وافقت على الميزانية، ومتعهدة بإرسال المبلغ في أجل محدد، وأن أوجه إنفاق الميزانية مبينة.

دداه عبد الله (مدير شركة أراك) ذكر بأن وزير التهذيب الوطني لم يكن على علم بالموضوع (الميزانية) واستدعى أمينه العام، وأمره بإرسال رسالة للقناة يخبرهم فيها بأن الوزارة لا تريد أموالا، ولا تريد أن تتولى الجانب اللوجيستي، وإنما ستقوم بما التزمت به، من تسهيلات في الجوانب الإدارية، وتوفير المعدات والملاعب، وأن القناة عليها أن تخبرهم بالجوانب الموكل إليها الإشراف اللوجستي على الموضوع، وهو ما قامت به القناة حيث أخبرتهم بأن المسؤول اللوجستي هو شركة أراك، وأخبرت الوزارة، القناة بإغلاق الحساب البنكي.

عبد الله، قال بأن لجنة التقييم اشتبهت في لاعبي الفريق الموريتاني وفريقين عربيين آخرين، حيث اقترحت من كل الدول استبدال اللاعبين المشكوك في أعمارهم، بآخرين من نفس المدرسة، ولتفادي عملية الإختبار العمري، والتي وصفها بالمحرجة، وهو ما قبله البلدان العربيان ورفضته موريتانيا بوصفه منكرا، حسب دداه عبد الله.

وهو ما رد عليه الصحفي سعد بوه ولد الشيخ محمد بأن عملية الإستبدال ستكون طعنا في وكالة السجل السكاني.

ولد الحسن قال بأن عملية الإختبار العمري لا علاقة لها بالسيادة، لأنها مطبقة عالميا على كل الفرق المشاركة في بطولات الفئات السنية.

السعد ولد لوليد اتهم ولد اعل باستخدام –ما وصفه بـ- شبكة علاقاته الخاصة والعامة، ومؤكدا بأن المدرسة اجتمعت بآباء التلاميذ واللاعبين، حيث وافقوا على استبدال 5 لاعبين، لكن استبدال الخمسة دخلته عملية فساد أهلي.

الإعلامي ولد ممين كشف بأنه كان شاهدا على أن فريق مدرسة أطار قدم طلبا مكتوبا بإقصاء بعض لاعبي فريق مدرسة نسيبة، وهو ما قال مدير موقع الوسط بأنه لم يكن مبررا، لأن القناة طلبت أن يكون اللاعبون في سن الحادية والثانية عشر، وملقيا الكرة في ملعب القناة القطرية والتي لم ترسل فريق نسيبة، حسب كلامه.

المعلق الرياضي محمد ولد الحسن اتهم لاعبي نسيبة بأن أكبر من السن المطلوب للمشاركة في البطولة، مضيفا بأن الفضيحة كانت ستكون أكبر لو كانوا سافروا للدوحة، ومذكرا بمشاركة جيبوتي في البطولة حيث أقصيت من نصف النهائي بعد ثبوت تزوير في أعمار بعض لاعبيها.

الإعلامي أحمد ولد وديعة أدخل العنصرية في المسألة، حيث نقل عن الأهالي بأن أحد المسؤولين أخبرهم باستحالة سفر الفريق نظرا لأن أعضاءه جميعهم من ذوي البشرة السمراء، وهو ما استبعده ولد ممين، وقال كفاح الكعبي بأنه مناقض للرياضة التي تعلمنا أن نكافح العنصرية.

الناطق بإسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ ذكر بأن السبب هو العمر حيث ذكر –في مؤتمر صحفي أثناء إثارة الأمر- أسماء بعض اللاعبين مع السنوات التي ولدوا فيها، الذين كانوا سيذهبون بدلا عن اللاعبين الأصليين، وهو ما قال ولد الشيخ محمد (مدير موقع الوسط) بأن المؤكد بأن اللاعبين الأربعة عشر كلهم من مواليد 2004، ملمحا لوجود جهة أرادت تضليل الناطق بإسم الحكومة.

دداه عبد الله قال بأن المشكلة العمرية ماهي إلا عذر من أجل العرقلة، مدللا على كلامه بالنفي –الرسمي- السابق لمسألة التزوير.

وهو ما ذهب إليه المدير التنفيذي لوكالة الإخبار، الذي قال بأنهم تحركوا (ولم يذكر من هم) انتصارا للأمين العام المقال، ومنعوا الفريق، عبر حجج –وصفها- بالواهية.

الأمين العام المقال لوزير التهذيب الوطني ذكر بأن الملف لديه هو ولن يطّلع عليه أحد، "إلين وقتي أنا لاهي نكتل الناس كاملة لاهي نكتلهم... بما فيها الصحافة" ومفجرا فضيحة بأن أي ورقة ستخرج "لاهي اتخرب بيوت شي من الخلق ما يوفَ"، متهما الشركة –أراك- بأنها خصم.

مدير أراك دداه عبد الله اتهم بعض المسؤولين بأنهم كانوا يتوخون الجانب النفعي المادي من وراء عرقلة هذه العملية.

وفي ختام التقرير، تعرضت معدةته، لاله بنت المد للتهديد الصريح من طرف الامام الشيخ ولد اعل إن هي نشرت تصريحاته التلفونية.

يشار إلى الشركة نشرت الفيلم عبر قناتها على اليوتيوب منذ قرابة الشهر والنصف، أي بعد حوالي نصف سنة من نهاية البطولة.